الاثنين، 7 مارس 2011

مصر وليبيا بين الامازيغ والعرب

استطاعت الدولة الفاطمية الشيعية ان تنشر دعوتها فى شمال افريقيا فطردوا الحاكم التابع للدولة العباسية وانشاوا دولتهم فى تونس بمساعدة القبائل البدوية الامازيغية خاصة قبيلة كتامة وصنهاجة القويتين والامازيغ هم سكان شمال افريقيا الاصليين وتشهد اخبارهم انهم قوم مرهوب جانبهم , شديد باسهم , مضاهون لامم العالم من الفرس والروم والمصريين .

كانت امنية الحاكم الفاطمى الرابع المعز لدين الله ان يغزو مصر فوجه اليها جيشا قوامه مائة الف مقاتل من قبائل الامازيغ بقيادة جوهر الصقلى فدخلوا مصر حوالى سنة 969 ميلاديا بلا ضرب ولا طعن وكان لقبائل الامازيغ بمصر مناطق باسمائهم مثل قبائل زويلة و كتامة ومغاغة وهوارة وترهونة ( منهم المشير عبد الحكيم عامر من محافظة المنيا ) وسقارة وصنهاجة وغيرهم كثير هاجروا الى مصر واندمجوا باهلها .

ثم حدث خلاف بين الفاطميين والقرامطة فى الجزيرة العربية قام على اثره العزيز بالله الفاطمى بدعوة قبائل قيس العربية من نجد الى مصر وكانت قيس قد رفضت مبايعة الدولة الاموية واصطدمت بالدولة العباسية ,
فانزلوهم الى صعيد مصر فيما يعرف بالهجرة القيسية الكبري من الجزيرة العربية الى مصر .


ظلت هذه القبائل بالصعيد حتى حدث خلاف بين الفاطمين والوالى الامازيغى ابن باديس الصنهاجى الذى سعى للاستقلال والانفصال السياسي والمذهبى عن الدولة فراى الفاطميون ان يستغلوا قبائل قيس للقضاء على الوالى المنشق فى ليبيا وتونس فقام الفاطميون باصلاح ما بين مشايخ قيس من خلافات ودفع الديات المطلوبة وتسليحهم وتجهيزهم ثم عقد لهم المستنصر بالله على ما يفتحوه من امصار فهاجروا الى الغرب فيما يعرف بالتغريبة الهلالية حيث كانت رياسة العرب فى بنى هلال وقد خلد الشعر العربى هذه الهجرة فيما عرف بالسيرة الهلالية .

كانت نتيجة هذه الهجرات والحروب ان استقرت قبيلة بنى سليم العربية فى شرق ليبيا بمنطقة برقة حيث عرفوا هناك باسم السعادى وبجوارهم قبائل المرابطين وهم قبائل بدوية من الاشراف والامازيغ وقيس العدنانية وغيرهم .

وقد انقسمت السعادى الى فريقين على اثر التنافس على المراعى والنفوذ والخلاف مع الحاكم التركى فى طرابلس فهاجر فريق الى مصر منذ القرن السادس عشر الميلادى مثل قبيلة الفوايد ( منهم حمد الباسل من مؤسسي حزب الوفد ورفيق سعد باشا فى ثورة 19 )
وقبيلة اولاد على ( منهم المشير عبد الحليم ابو غزالة من محافظة البحيرة ) وقبائل الجوازى والمغاربة وغيرها .
وقد شكلت هذه القبائل نواة للجيش المصرى حين تاسس تحت قيادة محمد على باشا حيث استعان بهم فى حملاته الى الشام والسودان ونجد .

اما من بقى فى ليبيا فمنهم قبيلة الحرابي ( منهم وزير الداخلية الليبى المنشق عن القذافى ) وقبيلة البراعصة والمنفة وغيرهم وهؤلاء انضموا الى الشيخ محمد على السنوسي مؤسس الحركة السنوسية الذى انشا زوايا لتعليم القران فى اطراف الصحراء واستطاع توحيد جميع القبائل الليبية التى قاومت الاستعمار الايطالى وانشات الدولة الليبية فيما بعد .

كانت هذه المقدمة التاريخية لتوضيح الوضع المتشابك المعقد فى ليبيا اليوم ومنها نستطيع ان نفهم لماذا جاء احمد قذاف الدم مبعوثا عن القذافى الى قبيلة اولاد على فى مصر عارضا عليهم الاموال وارض برقة اذا غزوا قبيلة الحرابى اولاد عمومتهم مستدعيا الثار القديم بين القبيلتين .
وقد رفض اولاد على هذه الخيانة للاسلام والاوطان ويقومون حاليا بالمساعدة فى امداد ثوار ليبيا فى المنطقة الشرقية بما يحتاجون ويبدو القذافى البدوى الخائن حاليا عاجزا حيث يقوم بتاجير المرتزقة من قبائل النيجر وتشاد ومالى فيقوم بتسليحهم لكى يقتلون الليبين .

يمكن انقاذ الشعب الليبي بالعمل على تفعيل الحظر الجوى على ليبيا بدعم دولى ثم الاستعانة بالسلاح العربى المتوفر فى الخليج تحت دعم فنى من الجيش المصرى , فاذا توفر هذا الدعم يستطيع ابناء ليبيا من المنطقة الشرقية بالزحف على طرابلس وانهاء حياة الخائن الذى سوف يفر جميع المرتزقة من حوله فور تحرك المجتمع الدولى والدعم العربى والمصري للثوار الليبين والا سوف تراق الدماء وتنتهى دولة ليبيا تماما ويذهب بترولها الى حيث ذهب بترول العراق .

مهندس – محمود محارب
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا يا هندسه علي اهتمامك وابرازك للدور الحقيقي للعربان وليس التاريخ المزيف الذي يرويه احفاد المماليك الخونه الذين كانوا السبب في خيانتنا في الحرب ضد الانجليز والخديو في الثوره العرابيه ” قائد عربان مصر “ ..
    شكراً مره اخري

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا يا استاذ عبد الرحمن لتعليقك و مرورك الكريم و مرحبا بك داءما و بالعوامة جميعا

    ردحذف

المتابعون

من أنا

صورتي
مهندس ميكانيكا - وكيل اكسون موبيل للبترول - مدير شركة تريب تورز للسياحة